كنتُ أخاف دائماً من قرار الموت
و كنتُ أخاف من رنين هاتفي
الذي يحمل أرقام غريبة لأسمع صوت أحدهم
يخبرني أن الموت خطفك
ولكن الموت عدل قراره عنك
و هاتفي لم يرن
وبقيت الحياة تتنفس في رئتيك
وبقيت أنت مثل الكابوس
في حياتي
ترفض أن تخرج من شرياني
و ترفض أن تأخذ متاعك وزادك من قلبي
بدأت أعتب على الموت
و أمقت الحياة بسببك
كيف جعلتني أشعر بالنقيض !!!
بين رغبتي بحياتك
وخوفي من مماتك
ثم
قلقي من حياتك
وراحتي لمماتك
عودتك للحياة بالنسبة لي أصعب من الموت
مراقبتك من بعد أقسى من القرب
كل شيء في هذه المدينة
يحمل أسمك
كل الأزقة
والعلامات التجارية
وكل أرقام الهاتف
وكل عناوين الصحف
حتى الباعة المتجولين
يروجون لبضاعتهم صارخين بأسمك
والأشارات الضوئية تشع بلونك
حتى سيارتي تفوح منها رائحة التبغ الذي تستخدمه
مكتبتي
تحمل خطتي السنوية اللتي أعددتها لبعدك
ولكنها تحاصرني
وأنت تحاصرني
وقلمي يحاصرني
وصوتك يحاصرني
يصرخ في أحلامي
يوقظني فزعة بعد منتصف الألم
و أنا ألهث أحاول أن أتذكر
هل أنت ميت أو حي !؟